طاقات

طاقات
تشير الإحصاءات إلى أن أكثر من ملياري إنسان يقبعون في ظروف البؤس والمرض. وتكاد هذه الأرقام المهولة أن تدفعنا نحو اليأس والهزيمة، إذ المرجّح أن تتبخر كل المليارات التي يتم ضخها باتجاه الفقراء إذا لم توجّه بمنظور تمكيني يتيح للمستهدفين أن يأخذوا مصائرهم بأيديهم، وبالتوازي مع عمليات بناء قدراتهم ومهاراتهم.

تتمحور الإدارة العصرية حول قدرات التعلّم والتخطيط والإنجاز والمتابعة، مع ملاحظة أن الإطار الناظم والمؤثر هو إطار متغيّر لا يشبه ماضيه مستقبله، إلاّ أنه لا ينفيه ولا يجافيه بل يبنى عليه.
وبناء القدرات عملية أكثر شمولاً من التدريب بمفهومه الضيق. وإذا كان التدريب يتوخى رفع كفاءة الأفراد عبر توسيع معارفهم وصقل مهاراتهم وتيسير وصولهم للمعلومات، فإن بناء القدرات هو عملية متكاملة تلحظ جملة محاور، أهمها:

– التطوير التنظيمي
– وبلورة العمليات والإجراءات؛
– وضبط الأدوار والمهام ضمن المنظمة. وأيضًا بين المنظمة وسياقاتها أي بين القطاعات العام والخاص والمجتمع المدني والمجتمعات المحلية؛
– كذلك تطوير الإطار الناظم تشريعيًّا ومؤسسيًّا.

والحقيبة التدريبية  المقبولة عصريًّا هي تلك التي تلحظ رفد الطاقة البشرية بمغذيات العمل والتعليم والصحة (بمفهومها الشامل أي الصحة الجسدية والنفسية والوجدانية والاجتماعية). وبحيث تضمن الفعالية والمرونة في التفاعل الإيجابي مع حاجات الناس السريعة التغيّر.

بهذا المنظور، تم افتتاح مركز تعزيز القدرات الإنسانية “طاقات”، في تشرين الأول 2011، في المجمّع الثقافي لمؤسسات الإمام الصدر. يستثمر المشروع في الخبرة المتراكمة في مجالات التربية والصحة والإدارة لدى العاملين، ويعمل على صقلها ونقلها إلى الراغبين عبر نشاطات تدريبية وحوارية متنوعة.