فرع التنشيط الاجتماعي

فرع التنشيط الاجتماعي 2003

مفهوم التنشيط الاجتماعي
ليس هناك مفهوم ثابت وجامد وقابل للاستخدام في كل زمان ومكان. فالمفهوم مرتبط بتاريخ نشأته، أي بالمشكلات التي كانت مطروحة في وقت نشوئه، كما هو مرتبط بالإشكاليات النظرية التي رافقت هذه المشكلات. فهو ابن بيئة تاريخية اجتماعية محددة وهو ابن فكر محدد أيضًا.
والمنشط هو كل من يعمل مع مجموعة من الناس (أطفالًا أو بالغين نساء أو شبابًا أو فتيانًا، أو ذوى احتياجات خاصة أو … الخ) ويساعدها على التخطيط، والتنفيذ، والتقييم بشكل ناجح لمشروع تهتم له المجموعة. ويفيد مفهوم ”التنشيط“ إضفاء الحيوية والنشاط على المجموعة لتوسيع مجال التواصل بين أعضائها. ويكون القصد من ذلك هو الرفع من فعاليتها ومردوديتها ككيان عضوي.
ولا بد أن يكون التواصل أفقيًا بين الأعضاء، حتى تتاح لكل منهم الفرصة للتعبير عن أفكاره، وتشجيعه على تجاوز الصعوبات والعوائق التواصلية، بهدف تبادل الخبرات، والمعارف، والقيم بين أعضاء المجموعة.
والمنشط يسهّل الحوار والنقاش بين أفراد المجموعة، ويوفر موارد للمعرفة والمعلومات ويحفز المجموعة لتعمل على البحث عن معلومات أخرى، ويساعد أفرادها على أن يقيموا روابط بين ما تعلموه وبين خبراتهم الحياتية، حتى يقوي الربط بين المعلومات والخبرة. يساعد المنشط على إيجاد مناخ تعلمي، ويعمل على إثارة الفضول، والابتكار، واستكشاف البيئة والتفكير النقدي التحليلي. كما يدعم مشاركة الناس بما يتلاءم وقدراتهم وأعمارهم ومسوؤلياتهم والظروف والاعتبارات الخاصة بهم. ويساعد على تطوير العلاقات الجديدة في المجتمع والأسرة والمدرسة. مهنة التنشيط هي بتعبير آخر المساهمة في عملية البناء الاجتماعي على المستوى الفكري والسلوكي والحضاري.

تاريخ المهنة
ترافق ظهور هذه التسمية في العالم بعد حركات ظهور التربية الشعبية غير الرسمية التي مضى عليها قرابة قرن من الزمن. والتي كانت حركة أفكار قبل أن تكون طرقاً وأساليب، وجاءت في ظل التطور العلمي والبحثي، وفي ظل السعي الحثيث من قبل العاملين فيها لتغيير المجتمع.
بدأت تظهر أهمية هذه المهنة، والتفكير بتطويرها، وإكسابها صفة المهنية، وتحديدًا أن المشكلة التي كانت تظهر باستمرار هي تغليب الطابع النضالي والتعبوي على حساب الجانب الاجتماعي للناس والمجتمع. بمعنى آخر هي عدم رؤية المقومات الذاتية وإهمال بناء القوة الذاتية للأفراد والمؤسسات والمجتمع.
وأول من أخذ زمام المبادرة للعمل هم منظمات العمل الأهلية والمجتمع المدني في مجالات استمرارية المجتمع وتطوره. مع بداية التدريب على مواضيع التربية على السلام في نيسان 1990 – لبنان، التي نفذتها اليونسيف بالتعاون مع جمعيات أهلية بدأت فكرة التنشيط الاجتماعي في الظهور، بشكل تلقائي وفعال. وكانت أكثر ميلًا إلى العمل التطوعي منها الى العمل المؤسساتي. وقد تم التركيز فيها على أهمية إيجاد مؤسسات اجتماعية تطوعية في مجالات الصحة والعمل مع النساء والأطفال، وحركات الطلاب والشباب، والاتحادات النقابية. في الوقت نفسه نشأت أيضًا مجموعات ومؤسسات مجتمعية مستقلة تركز فكرها وعملها على حاجات معينة في المجتمع شملت مجالات: التعليم، الصحة العامة، والتنمية والأطفال، الدراسات النسوية، التدريب، البيئة، السجناء، المسنين، والإعلام، والاتصالات.

التنشيط الاجتماعي: رؤية المؤسسات
ظهرت الحاجة في مؤسسات الإمام الصدر إلى أهمية البناء والتطوير على المستوى البشري والمجتمعي الحضري وعناصر هذا البناء تشمل وجود حلم ورؤية تقوم على العمل مع الأطفال والشباب والنساء، ليس فقط بمنطق رعائي خدماتي إنما بمنطق بنائي فكري اجتماعي تعبيري وتربوي روحي حضاري. كذلك يشمل البناء إيجاد أجواء تربوية تعلمية في مختلف المواقع والمجالات، والنظر إلى الإنسان ليس كمستهلك إنما منتج وفاعل على المستوى الحضاري.
هذا وقد أظهرت تجارب المشاركة والتعاون بين المؤسسة وشركائها الاقتصاديين والاجتماعيين وكافة المجتمع المدني، أن للتنشيط المهني عائدًا وجدوى وفاعلية إيجابية في مجتمعنا، وذلك عن طريق خلق شراكات ومشاريع وتحفيز للمبادرة الفردية أو الجماعية. وقد إكتسب أهمية على كافة المستويات في ظل انتشار الإحباط والعنف والتمييز واستمرار إحساس الناس بدورها المهمش.
ولأننا نؤمن بأن مجتمعنا بحاجة إلى تربية مغايرة للتربية التقليدية. تربية تحقق للإنسان التطور والمشاركة وتحقق للمجتمع التنمية والبناء. هدفنا هو إعداد وتأهيل كادرات في هذا المجال في حقل التنشيط الاجتماعي التربوي الثقافي، والدفع به باتجاه بلورته وفق أسس مهنية قائمة على توفير حرية الاختيار للإنسان: الاختيار المسؤول بعيدًا عن التلقين، والتركيز على رغبات واحتياجات الناس لكي يتطوروا حسب اهتماماتهم، تربية النجاح وتربية الحوار الإيجابي، والديمقراطي، والتضامن، والتوازن، والمساواة، والمشاركة، وتمكين الناس.

فرع البريفيه المهنية (الإعداد الذاتي)
الهدف من هذا الفرع هو صقل شخصية الفتيات المستهدفات(من عمر 14 ولغاية 17 سنة)، وإكسابهنّ القدرات والمهارات والقيم تمهيدًا للعمل في ميدان التنشيط الاجتماعي.

فرع البكالوريا الفنية
يمكن هذا الاختصاص من:
• إدارة نشاط لاصفي (للأطفال من عمر 6- 15 سنة) بخلفية تربوية، حقوقية، تنموية، ديمقراطية ودينية.
• تنفيذ وتسهيل عمل المجموعات المتنوعة بطرق ناشطة وتشاركية.
• تخطيط وكتابة وتنفيذ ومتابعة وتقييم مشروع تنشيطي ضمن جمعيات أهلية أو مدارس أو مؤسسات عامة بهدف التنمية.

أهداف الفرع
• تمكين الطالبات من متابعة دراستهن حتى التعليم الجامعي.
• العمل مع أفراد وجماعات، مع أولوية للمجموعات المهمشة لتحقيق الآتي:

– تعزيز قدراتهم الذهنية /العقلية وتمكينهم من المهارات العملية.
– زيادة فرصهم في الوصول للموارد المعرفية.
– تعزيز استعدادهم للعمل الجماعي على مستويات عدّة (دينية، إجتماعية،
  ثقافية….).
– تعريفهم بحقوقهم وتمكينهم من المطالبة بها والمحافظة عليها.
الفئة المستهدفة

• الفتيات من عمر 15 – 19 سنة، وبغض النظر عن خلفياتهن ومعتقداتهن.
• الشرط الاساسي: الرغبة بالعمل مع المجموعات المهمشة.

مكونات برنامج التنشيط الاجتماعي
مواد الاختصاص
• حقوق الطفل/ الإنسان
• التربية العامة والمدارس التربوية
• النشاط الاقتصادي وتنظيم المؤسسات
• منهجية التنشيط الاجتماعي للتنمية
• مفاهيم إنسانية (النزاعات، والتعميمات، والأحكام المسبقة، التمييز، قانون العمل ومفاهيم التنمية والفقر والعدالة الاجتماعية)
• مراحل نمو الطفل والمراهقين والشباب
• موسيقى وإيقاع
• رسم وفنون حرّة
• أدب الأطفال (المسرح واللعب الدرامي والقصّة)
• إعداد وتنسيق الأنشطة اللاصفية،
• الأمان والسلامة في النشاطات اللاصفية
• إعداد البرامج والأنشطة
• دينامية الجماعة
• التربية الصحية
• التربية البيئية
• أشغال يدوية
• منهجية البحث
• كيفية إعداد وتنفيذ مشروع تنشيط
• مدخل إلى علم الاجتماع
• الألعاب والأيام غير العادية
• المجموعة وتنشيطها
• ماهية التنشيط: الاجتماعي، الاقتصادي، السياسي
• مدخل إلى علم النفس
• التوثيق ومنهجية البحث الكتابي
• تنشيط الشارع
• مهارات مهنية
• إعداد مشروع تنموي

مجالات عمل المنشط/ة 

1- المجال الاجتماعي- الثقافي:
ويشمل ذلك كل ما له علاقة بالمسرح والتراث والثقافة الشعبية والمعاصرة.

2- المجال الاجتماعي- التربوي:
ويشمل ذلك العمل في تنظيم الأنشطة اللاصفية والترفيهية التربوية والتي تتوجه للأطفال والمراهقين والشباب في المدارس أو النوادي المدرسية والجامعية، الخاصة والرسمية.

3- المجال الاجتماعي-السياسي:
ويشمل ذلك العمل مع العمال والموظفين في أماكن عملهم وفي النقابات بهدف تنظيمهم في أطر تساعدهم على الحفاظ على حقوقهم والدفاع عنها وتنشيط علاقاتهم وحياتهم الجماعية ثقافيًّا واجتماعيًّا، كما يشمل ذلك العمل مع الأفراد والمجموعات على تعزيز قيم المواطنة والديمقراطية والمساءلة بدءًا من لجان البنايات مرورًا بالبلديات والأحزاب والنقابات والجمعيات وانتهاءً بالسلطات التنفيذية والتشريعية.

مجالات المتابعة الدراسية الجامعية في لبنان:
– التنشيط الاجتماعي من جامعة القديس يوسف.
– العلوم الاجتماعية، الآداب والعلوم الإنسانية، كلية الصحة من الجامعة اللبنانية.

مشوار في ميدان التنشيط
العمل الإجتماعي هو مجموعة العمليات التي يقوم بها أفراد يمثلون مجتمعهم ضمن جماعات من أجل تحقيق أهداف إجتماعية. أهمية العمل الإجتماعي تكمن في كونه يلعب دوراً لا يستهان به في تغيير سلوك الفئات الشابة عموماً والمساهمة في إنتقال الأثر الإيجابي من شاب إلى آخر، الأمر الذي يفسح المجال أمامهم للقيام بدورهم بفعالية حيث تتكون لديهم القدرة لرصد المشكلات والإنتهاكات وإيجاد حلول لها وبالتالي إحداث تغيير وفرق في المجتمع المحلي.
هذا ويعتبر المجتمع هوالبيت الثاني للإنسان ففيه ينشأ ويترعرع ويتشارك وأقرانه الكثير من المساحات والزوايا. فإذا كان المجتمع متعافياً فإنه بطبيعة الحال باستطاعتنا أن نرى أفراداً متعافين، ممتلكين لقدرات ومهارات تدفعهم لتطويرمجتمعهم نحوالأفضل، وإذا كان المجتمع يعاني من ظروف معيشية، إقتصادية وإجتماعية صعبة فإن ذلك يتجلى في سلوكيات وتصرفات كافة فئات المجتمع من أطفال وناشئة وشباب، إلا أن مشكلة الفئات المهمشة في مجتمعنا تشكل ظاهرة واضحة للعيان في ظل تكاثر بؤر الفساد والتجاذبات السياسية، أضف إلى ذلك غياب المساحات الآمنة من حدائق عامة، مكتبات وأندية إجتماعية وثقافية، في ظل الهدر الدائم لأوقاتنا الثمينة.
لهذا وجب علينا قبل كل ذلك أن نُهيّىء البيئة الآمنة والخصبة لكل فئات الشباب للعب دور ريادي فعّال ضمن أطر أنشطة ومشاريع تعرّف لهم المواطنة مبدأ ومشاركة، أسساً وشروطاً ومعنىً، وذلك ليستطيعوا العيش في مناطقهم بطريقة إيجابية وليتعايشوا مع الجماعات والتنوع الموجود فيها. هذه الثقافة من شأنها أن تضع الشباب في خانة المسؤول عن سلامة هذا الوطن من ناحية والمطالبة بحقوقه من ناحية أخرى ليعيشوا بكرامة تحت سقف وطنهم لبنان. فالحياة الإجتماعيّة التي تحياها البشرية هي عبارة عن مجموعة توليفات مترابطة ومتداخلة فيما بينها، وفقدان عنصر من عناصرها يفقدها قيمتها وتصبح بلا هدف، لذلك علينا أن نضع نصب أعيننا بأن الحياة هي جهدٌ إنساني متكامل, فهناك الفكرة التي تنير للعقل دربه, وهناك الساعد الذي يُحيل هذه الأفكار إلى إنجازات وإبداعات, وهناك الحضن الدافء الذي يحتضن هذه الأفكار والإنجازات لتكون إبداعات ضمن مساحات آمنة.
ومشروع التنشيط الإجتماعي جاء من محض الأفكار والآراء التي أنارت الدرب أمامه ليخوض التجربة المجتمعية الفريدة من نوعه كونه يُعدّ العديد من الفئات الشابة للخدمة المجتمعيّة التي يفتقدها وطننا في هذه الأيام، من خلال بناء القدرات وصقل المهارات… لنقل التجربة والخبرة إلى المجتمع، لتكن بذلك متدربات وخريجات  معهد الآفاق للتنمية في مؤسسات الإمام الصدر,  تلك اللبنة الأساسية والأوليّة والساعد القوي الذي أحال وسيُحيل الأفكار التي أوجدت الإختصاص إلى إنجازات وإبداعات يقود مسيرة الألف ميل نحو التغيير، التغيير نحو مجتمع أفضل.