الأخبار

‎أُمسية الكورال في اليسوعية‎

18/01/2018

ريان، بتول، فضيلة، خديجة، مرام، أفواج، جيما، نور، ناديا، حلا، هالدي… 64 إسمًا مختلفًا بـ 64 حكاية مختلفة تشكّل قصصهن معًا موسوعة المعاناة والمعاندة. المعاناة كشرط ضروري للانتساب للمبرّة، والمعاندة كشرط ضروري للانضمام للكورال المدرسي.
من وقت لآخر، يرتحلنَ نحو مكان ما تلبيةً لنداءٍ ما، والمهمّة واحدة: زرع الأمل. في كلّ مرة،  نكتشف أنهنّ أضفن لونًا جديدًا أو نسجن خيطًا مميزا في ثوب التألق والنجاح. ولسان حالهن أنْ: نعم!
نعم، بإمكاننا أن نتجاوز اختلافاتنا وقصصنا الخاصة واهتماماتنا المتنوعة كي نُنشد معًا. نُنشد لوطن، لقضيّة، لرسالة، لمعنى… بإمكاننا أن نصنع فرحًا، أن نغنّي غدًا، أن نتناغم مع جوهرنا ومبرِّر وجودنا.
تعارفْنَ في مبرّة رحاب الزهراء (ع) في مؤسسات الإمام الصدر، تدربن على يد المايسترو ديانا مصطفى والعازف راجي مصطفى. وفي أمسية الخميس 18 كانون الأول 2018، أطلقن العنان لحناجرهن على وقع المايسترو أندريه الحاج وعزف الأوركسترا الوطنية اللبنانية للموسيقى الشرق-عربية في مسرح بيار أبو خاطر في حرم الجامعة اليسوعية في بيروت.
كانت أمسية الخميس عاصفة في الخارج. وكنّا نحن اللبنانيين نكابد الوصول إلى منازلنا في طرقات غمرت المياه أرصفتها، وتكدست بجانبها منازلنا المعتمة…لكن ذلك لم يمنع القافلة من العبور على 64 منزلا متناثرًا في هضاب الجنوب، والمقصد مسرح بيار أبو خاطر، حيث هناك أمر آخر: هناك، ذابت القصص الخاصة للفتيات والعازفين والحضور، وتعانقت أحاسيس الجميع في باقة محبّة وتألق. سرى الدفء في المكان، وانفجر النور هادئا غامرًا وعابرًا الأعمار والانتماءات والمناطق.
وفي استعادة لكلام وزير الثقافة غطاس خوري في مستهلّ الحفل:” أينما كان الإمام الصدر الآن، فهو فرح جدًا بهذا الكورال. كما الإمام الصدر، الكورال والكنسرفتوار الوطني لكلّ اللبنانيين. الإمام الصدر أمثولة للحضارة والقيم، وهذا مبعث فخرنا واعتزازنا، تحية للسيدة رباب الصدر، لمؤسسات الإمام الصدر، لفتيات الكورال، للكنسرفاتوار، للحضور…”.
بدوره، قال أندريه الحاج: ”  لم أرَ مثل هذا الكورال الرائع في لبنان من قبل، ولا في العالم العربي”.
….
تحيّة لريان، بتول، فضيلة، خديجة، مرام، أفواج… راجي وأندريه… وانطوان وغطاس. ما أجملكم معًا!
يعود كلّ منّا إلى قصّته الخاصة مع الكهرباء ولقمة العيش وتحضير الواجبات المدرسية …على وعد اللقاء في أمسية جديدة، وعد متخصِّص في صناعة الفرح.