نبذة
تستلهم جمعية مؤسسات الإمام الصدر الرؤية التنموية والإنسانية التي أطلقها الإمام الصدر، وتتطلع إلى أن تكون الجمعية الرائدة في تمكين النساء اللبنانيات، وفي ضمان الحقوق الأساسية والاجتماعية للمعرّضين عبر توصيل الخدمات للأكثر حاجة، وبطرق مبتكرة ومتطورة.
مؤسسات الإمام الصدر جمعية غير حكومية لا تتوخى الربح، باشرت نشاطها منذ بداية الستينيات. وتسعى في تدخلاتها لبناء المجتمع العادل المتعافي من الجهل والفقر والمرض، حيث تكافؤ الفرص أمام الجميع، وحيث الحوار المتنامي بين إسهامات المقتدرين وحاجات المحرومين وتوقعاتهم في إطار المشاركة وبناء الثقة بالنفس وبالآخرين. أثبت الجمعية فعالية عالية أوقات الأزمات كما تميزت بتدخلها الاجتماعي والثقافي والصحي في المناطق المحرومة من جنوب لبنان، وتوصيل خدماتها إلى المناطق النائية عبر شبكة المراكز الصحية والاجتماعية الثابتة والمستوصفات النقالة.
تساهم الجمعية عبر علاقاتها المحلية والإقليمية والدولية في تبادل خبراتها وتعميقها وفي تغذية النقاش حول أمور الإغاثة والتنمية في لبنان، لهذا حرصت على حيازة الصفة الاستشارية الخاصة في المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة، وذلك بهدف زيادة فعاليتها وتأثيرها على المستويين المحلي والدولي. كما وتبذل الجمعية جهوداً مميزة لتشجيع وتعزيز الحوار والتلاقي بين الأديان والثقافات لتحقيق التفاعل والتسامح تماشيًا مع شخصيتها الوطنية المنفتحة على الجميع.
منذ تأسيسها، تميزّت الجمعية بسجلّها الواضح في التصدي لقضايا النساء ولاحتياجاتهن التربوية والصحية والمهنيّة. فاكتسبت مكانة مرموقة في أذهان وذاكرة المجتمع النسائي خصوصا الفقيرات ومحدودات الموارد، وكان ذلك بفضل مساهماتها في الحماية الاجتماعية ورعاية اليتيمات والتصدي لغير ذلك من المشاكل الاجتماعية والاقتصادية التي تواجه المرأة الجنوبية في الظروف العصيبة.
استهلت مؤسسات الإمام الصدر نشاطها ببرنامج الرعاية الشاملة المستدامة والذي يستهدف أساسًا اليتيمات وأصحاب الحالات الاجتماعية الحرجة (الفقر المدقع، العائلات المفككة، ضحايا العنف المنزلي..). ونظرًا لتنامي حاجات تلك الفئة واتساعها، عملت الجمعية على مواكبة ذلك بإنشاء سلسلة من الخدمات المتماسكة أبرزها الحضانة والروضات والمرحلة الابتدائية والمتوسطة، إضافة إلى برامج متنوعة ثقافية واجتماعية وترفيهية. في حين يتم تعليم الفتيات للمراحل الثانوية والجامعية في معاهد المنطقة على نفقة الجمعية وبإشرافها. والراغبات في التعليم المهني يجدن في البرامج المهنية تخصصات متعددة أهمها مدرسة التمريض العريقة والتي تنخرط خريجاتها في سوق العمل بسهولة، وبرامج التدريب المهني المعجل التي أضيف إلى تخصصاتها التقليدية فرع رائد لتأهيل ناشطات اجتماعيات حسب برنامج معتمد من وزارة التربية. كما افتتح عام 2010 فرع لتأهيل فنيّات في التصوير الفوتوغرافي، علمًا بأنه يراعى عند وضع البرامج المهنية حاجة سوق العمل إلى التخصصات المختارة.
اتسع نطاق خدمات الرعاية ليشمل بقيّة أفراد الأسرة بحسب برنامج رعاية الفتاة ضمن أسرتها. وهي خدمة تصل بالمساعدة الاجتماعية والإرشادية إلى أسرة الفتاة، وتتيح للأخيرة أن تستفيد من كل الخدمات النهارية في حين تنضم إلى عائلتها للمبيت ليلاً.
يتبيّن من طبيعة الخدمات أن نواتج عمل الجمعية هي بمعظمها غير مادية لأنها تتعلق ببناء القدرات البشرية (برامج تعليم وتدريب)، أو بتحسين نوعية الحياة (الاعتناء بالصحة والجوانب الاجتماعية في حياة الإنسان). بينما تتمثل بعض النواتج الثقافية على هيئة كتب (إصدارات مركز الإمام موسى الصدر للأبحاث والدراسات، معجم مفاهيم التنمية، تقارير ودراسات متنوعة)، أو عبر إيجاد مساحات مشتركة للتلاقي والحوار.
تتلخص تقديمات الجمعية على صعيد البرامج الرئيسة ضمن ثلاثة محاور:
أولاً: العناية بالطفل وتنشئة اليافعين ويندرج تحتها برامج الرعاية والتربية؛
ثانيا: تمكين المرأة بدءًا ببرامج التدريب المهني ثمّ المساعدة على إيجاد فرص عمل وتشكيل شبكات الحماية؛
ثالثاً: العناية الصحية بسكان الأرياف من الجنسين ومن كل الأعمار، وذلك في شبكة المراكز الصحية والاجتماعية وبواسطة العيادات النقالة.