جديد الموقع

العودة إلى المدارس في ذكرى التغييب

26/08/2016

أحبائي الطلبة والطالبات،
زميلاتي وزملائي وكل المعنيين في عمل “المؤسسات” من أهالي ومتطوعين،
السلام علكيم ورحمة الله وبركاته
ها أنتم لتعودون لبثّ طاقة جديدة في أروقة مجمّعكم الثقافي مع بداية عام دراسي جديد. ولعلّها عودةٌ لا تشبه سابقاتها لناحية الظروف والشروط والجو النفسي العام.
أكثريتكم ما تزال في بداية مشوارها في الحياة. أما من سبقكم فيقول: كلّما اشتدّت الصعاب والتحديات، تجوهر الإنسان وتفجرات إمكاناته عن طاقة التجدد، عن الحلول الابتكارية، عن المنطق الحكيم بمواجهة المشاكل. والله أوجد الإنسان على الأرض خليفة له، فأودعه من الطاقات والقدرات بحيث يستطيع اجتراح العجائب. الدليل على ذلك هم حفنة العلماء والمخترعين الذين غيروا مسار البشرية بما أبدعت أناملهم وأدمغتهم. كثيرون من هؤلاء أنبتتهم تربة العوز والفاقة. معظمهم روَوا مسالكهم بعرق جباهم. كلّهم تحدّوا صلف الأيام وعسف المتجبرين وجهل المتكبرين، فصنعوا الفرق.
وحتى نكون رحماء مع أنفسنا، لا بأس لو ننتبه إلى أنّ بلدنا الصغير لبنان ما يزال الأكثر أمنًا بين البلدان المحيطة. وإلى الله نتوجّه أن يحرسه بحمايته، وأن يديم علينا نعمة الأمان والإيمان والعطاء حتى نتمكّن من إيفاء الأمانة. فالرسالة الإنسانية التي نذرنا أنفسنا لأداءها هي رسالة مقدسة. وما كان للّه ينمو. وحتى تتحقق شروط النماء هذه، يجب أن تتحقق شروط مرضاة الله حتى تصح صلتها به. ولو استذكرنا المبادىء التي غرسها الإمام الصدر سيتبيّن معنا أن أولى تلك الشروط هي توفّر الإرادة في التقدّم، أي السعي إلى الكمال. بعد الإرادة، لا بدّ من العمل، وبالعمل يتحدد دور الإنسان في المنظومة الاجتماعية. والمنظومة تعني النظام والعمل الممأسس ووضع المقاييس وتقييم النتائج. والأهم من هذا وذاك، أن الغايات لا تبرّر الوسائل، ونحن عندما نتعلّم فإننا نفعل ذلك عبر الطرق والوسائل.
دعونا نتوقّع عودة الإمام المغيّب ونحن على مسافة أسبوع من ذكرى تغييبه. وعندما يعود، لن يكون حديثه الأول عن غياهب السجن، بل عمّا أنجزناه أثناء فترة التغييب. عليه، أدعوكم جميعًا إلى أن يكون تقرير مؤسسات الإمام الصدر جاهزًا دومًا لتقديمه إلى الإمام الصدر فور سؤاله عنه.
لن أطيل. لكم منّي دومًا أجمل التحيات مع التمني بأن تستمروا في هذا العطاء الجميل، وكلّ عام وأنتم بخير.
رباب الصدر