“المجتمع يتكون من أفراد متفاوتة الكفاءات والطاقات ولكنها متعاطفة ومتعاونة تتبادل الخدمات بينها, فيكتمل كل بأخذه من الآخر ويسمو كلّ بعطائه للآخر ” الإمام السيد موسى الصدر
شكَّلت مبرة رحاب الزهراء(ع) منذ تاريخ تأسيسها في العام 1978، كنفًا لليتيمات وسندًا يتَّكئن عليه لمجابهة الشدائد. اتخذت المبرة اسمها من مدينة الزهراء(ع) الواقعة في خلدة – بيروت، ومنها انطلقت لتصبح بعد مدةٍ وجيزة إحدى أهم المبرات في لبنان.
تعمل مبرة رحاب الزهراء(ع) منذ ذلك الوقت على احتضان اليتيمات ليتمتعن بوسائل العيش الكريم وبالرعاية الكاملة من أجل تنمية قدراتهن، فضلًا عن اهتمامها بالجوانب الصحية والخُلقية والبناء النفسي والروحي. وهي تسعى إلى ربط اليتيمات بالمجتمع، عبر تطوير برامج توفر لهن خدمات شاملة ومستدامة وترافقهن إلى المرحلة الجامعية للراغبات بينهن، أو إلى حين تمكنهنَّ التام من أمورهن الحياتية. Read More
استمرت مبرة رحاب الزهراء(ع) في توفير خدماتها في مدينة الزهراء حتى العام 1982، إلى حين تعرض المبنى للقصف والنهب والحرق إبان الاجتياح الإسرائيلي للبنان. فما كان من القيمين عليها المتكفلين خدمة عيال الله سوى إعادة بناء مقر جديد في منطقة برج الشمالي، جنوب لبنان، تألَّف من مبانٍ جاهزة أُقيمت في باحة مبنى مهنية جبل عامل. وما لبثت المبرة أن أعادت اليتيمات في مطلع العام الدراسي 1982-1983، بعد تأمين متطلباتهن كافةً.Read More
في ظل الظروف الحرجة التي أحاطت بلبنان، ازدادت أعداد اليتيمات، سواء كنَّ يتيمات الأم أو الأب أو الأبوين معًا، واشتدت كذلك الأوضاع الأسرية صعوبةً، مما دفع مبرة رحاب الزهراء(ع) إلى توسيع نطاق عملها لتشمل فئات أخرى. وفي العام 1989، استقبلت المبرة الحالة الاجتماعية الأولى من غير اليتيمات، وذلك بعد وضع معايير القبول كالتالي:
سمحت رعاية الفتاة ضمن أسرتها باتساع نطاق خدمات الرعاية لتشمل بقية أفراد الأسرة، من خلال الاستفادة من الخدمات الاجتماعية والإرشادية والتقدِمات العينية والمالية والاستجابة في حالات الطوارئ.
حرصت مؤسسات الإمام الصدر في برنامجها الرعائي ضمن مبرة رحاب الزهراء(ع) على تقديم أفضل الخدمات بمختلف السّبل المتاحة.
تطورت برامج التدخل والإرشاد الاجتماعي في مبرة رحاب الزهراء(ع) مع ارتفاع أعداد فتيات المبرة وتنوع احتياجاتهن. وتقوم أهم البرامج المعتمدة على الزيارات المنزلية لأسر الفتيات، وتنظيم الجلسات التوعوية لهن، والمتابعة الفردية بهدف تعزيز التوافق الاجتماعي وبناء شخصية متوازنة لدى الفتاة، فضلًا عن متابعة ملف الطلبات الرعائية الجديدة.
بهدف تحقيق التوافق النفسي- الاجتماعي لدى الفتيات، وخلق جوٍّ من الفرح والترفيه بطريقة ممنهجة، وضعت مبرة رحاب الزهراء(ع) برنامجًا للأنشطة، أهمها: الأندية الأسبوعية وأعياد الميلاد والرحلات الخارجية، إضافةً إلى الكثير من الأنشطة المركزية الخاصة بهنَّ، وتشمل الكورال المدرسي، وحفل التكليف السنوي، وحفلات الزفاف لفتيات المبرة وإفطار المؤسسات الرعائية، وذلك بالتعاون مع وحدة الأنشطة المركزية في المؤسسات.
أسهم مفهوم الصحة النفسية الذي طورته مؤسسات الإمام الصدر في تكوين الوعي حول هذا المفهوم في مبرة رحاب الزهراء(ع) التي تسعى دائمًا إلى تمكين الفريق العامل وتدريبه، لما فيه من أثر إيجابي على تقديم الخدمة الأفضل للفتيات.
وتزامن ذلك مع بدء تقديم خدمة العلاج النفسي في مبرة رحاب الزهراء(ع) لمتابعة الوضع النفسي للفتيات، ضمن آلية علمية تقوم على إشراك جميع الأطراف المعنيين، وعلى رأسهم ذوو الفتيات في المبرة، Read More
يعمل مستوصف رحاب الزهراء(ع) الكائن في المجمع الثقافي لمؤسسات الإمام الصدر على توفير الرعاية والعناية الصحية لفتيات مبرة رحاب الزهراء(ع). هو مجهَّز بالمعدات الطبية الضرورية، ويشرف عليه طاقم من الممرضات المجازات وطبيب أطفال، فتتمحور مهامهم الرئيسة حول تطبيق مبادئ الصحة المدرسية، والتثقيف والإرشاد الصحيين، وتأمين الخدمات الطبية، والاستعانة بالخدمات الاستشفائية للعيادات الخارجية، والتصوير بالأشعة وإجراء العمليات الجراحية عند الحاجة.