في ملامح وجهها ينعكس السلام الداخلي، ومن نبرة صوتها يفيض دفء الحب. هما السلام والحب اللذان حظيت بهما في طفولتها داخل مؤسسات الإمام الصدر، وقد كبرت لتهبهما الآن إلى كل محتاج إليهما. إنها نبيهة، الطفلة اليتيمة التي كانت المؤسسات بيتها البديل في ما مضى، والمرأة التي تعمل اليوم على مساعدة سواها من اليتيمات من خلال وظيفتها في مكتب التكفل داخل المؤسسات.
تحفظ نبيهة في ذاكرتها وقلبها كل اللحظات الجميلة التي عاشتها في كنف مؤسسات الإمام الصدر، منذ وصولها إليها. يومذاك، استقبلتها إحدى السيدات بعناق حار، وراحت تمشط شعرها، فكانت لحظة شعرت فيها بالحنان الذي بلسم جراحها، وبدأت مشوارها… تربت وتعلمت داخل المؤسسات، وأصبح جميع من فيها بمثابة أفراد عائلتها. كبرت الطفلة وتزوجت، فغيرت منزلها، لكنها لم تشأ الابتعاد عن عائلتها، وبقيت تعمل إلى جانبها حتى اليوم، محققةً حلمًا جعلته واقعًا. هي حلمت بمساعدة جميع اليتيمات، وتحقق حلمها هذا من خلال عملها الذي جعلها تؤدي دور الوسيط بين المتكفلين واليتيمات، لكي يحظين بالرعاية ذاتها التي حظيت بها.
“نحن أقوياء يا ابنتي”… تلك هي الكلمات التي قالتها لها السيدة رباب الصدر، فبقيت تتردد في ذهنها، لتمدَّها فعلًا بالقوة وتجعلها تعكسها بدورها على المحيطين بها.
شاهد قصة نبيهة