loader image

عن عمر 9 سنوات، دخلت مايا الحاج مبرة رحاب الزهراء(ع) من دون أن تنطق بكلمة…

لا يتعلق الأمر بكونها أتت من الصرفند إلى المبرة مرغمةً أو بملء إرادتها، بل لأن القصة التي ترويها الآن بطلاقة لتبعث الأمل في نفوس كثرٍ، تلعثمت بها طوال سنواتها الأولى.

عانت مايا مشكلات في النطق منذ ولادتها وخضعت لعدد من العمليات الجراحية، إلا أن مشكلتها لازمتها إلى حين دخولها المبرة. هي كانت تتجنب الكلام ولا تتواصل مع الآخرين لشدة الحرج، وتذكر أنها كانت تتفادى التعاطي مع الأولاد للحد من أسئلتهم الكثيرة التي لم تخلُ من التنمر، مما أضعف شخصيتها وأجج انزعاجها الدائم من نفسها.

شكَّل انعدام الكلام وفقدان الثقة بالنفس محط اهتمام لدى القيمين عليها في المبرة، حيث انكبوا على رعايتها ومعالجتها إلى أن بدأت حالتها بالتحسن تدريجًا؛ ولعل تفهم الأشخاص الواعين هو ما ساعدها ودفعها إلى التغلب على وضعها، فتقول “بعد في ناس طيبة وهي نعمة من الله، ووقفوا بجانبنا”.

بقيت قدراتها كامنة في داخلها إلى حين اكتشافها مواهبها المخبأة كمثل كتابة الشعر والنثر، والتمثيل والغناء، فشجعها المحيطون بها على دخول الكورال في المبرة لتطرب الآذان بصوت في غاية الجمال. زادت هذه التجربة من ثقتها بنفسها وحسنت من مخارج الحروف لديها، فتسلحت بالإرادة لتتكلم من دون أن تعير اهتمامًا لنظرة الآخرين إلى طريقة نطقها، لا بل وتعدتها إلى قيامها بالشرح والتثقيف عن حالتها من الباب العلمي.

مايا، هذه الفتاة التي أصدرت عن عمر 21 عامًا كتابًا تروي فيه قصتها التي سردتها بطلاقة أمام الكاميرا في برنامج “خدني معك” مع وسام صباغ وضيفه زاهي وهبة، تتحدث، والطاقة الإيجابية مرتسمة على ملامحها، وتقول “الدنيا دار ممر والآخرة دار مقر”، معتبرةً أن على الإنسان أن يركز على طاقته الإيجابية أكثر من طاقته السلبية، ويستمر في هذه الحياة.

المزيد من قصص انسانية