شهدت الثانوية تطورًا خلال السنوات الأخيرة لتصبح شاملة بكل مراحلها التعليمية، متبنيةً رسالة تربوية سامية مستقاة من فكر الإمام السيد موسى الصدر القائل: “العلم ضياء لمعرفة الحقيقة، ووسيلة حقَّة لرؤية الواقع في مختلف جوانب الواقع، وتنوُّع حقول الحقيقة”. ومن هذا المنطلق، أسس الإمام عددًا من المدراس والمعاهد التي تكفلت بشؤون الأيتام واليتيمات وقدمت إليهم الرعاية في مختلف جوانب حياتهم.

تواكب ثانوية رحاب الزهراء^(ع) التطورات التعليمية المحلية والعالمية باستمرار، وهي تعتمد اليوم مقاربة التعلم التمايزي، والتعلم النشط والاستكشافي، والتعلم عن طريق اللعب، والتجارب والاختبارات العلمية. وتعزز برنامج الخدمة المجتمعية، فضلًا عن مناهج المواد الإجرائية، بما في ذلك التربية الرياضية والفنية والموسيقية والمعلوماتية، وتعمد إلى تقوية برنامج Character Education وإنشاء أندية مدرسية. وكانت نجحت في التأقلم مع التعليم عن بعد الذي فرضته جائحة كوفيد-19 بين العامين 2020 و2022، فدربت الهيئة التعليمية، ووفرت الدعم الصحي-النفسي للطلاب، وأمنت البنية التكنولوجية والبرامج التقنية اللازمة لهذا النوع المستحدث من التعليم، وصولًا إلى وضع خطة لضمان العودة الآمنة إلى المدرسة.

في العام 1982، تعرضت مدينة الزهراء للدمار إثر الاجتياح الإسرائيلي، فانتقلت المبرة إلى الجنوب بعد تأمين بيوت جاهزة في مهنية جبل عامل – برج الشمالي، لتحتضن الفتيات في المبيت والتعليم. وبعد مدة وجيزة، انتقلت المدرسة إلى مباني المدارس الرسمية في صور لإعطاء الحصص خلال فترات بعد الظهر، بالاتفاق مع وزارة التربية والتعليم اللبنانية.

في العام 1985، انسحب العدو الإسرائيلي من لبنان، فتمكنت مؤسسات الإمام الصدر من وضع حجر الأساس لبناء مجمعها الثقافي على شاطئ البحر الجنوبي في مدينة صور، حيث انطلقت مدرسة رحاب الزهراء^(ع) وسائر برامجها بالتدرج.

توسعت الثانوية وازدادت مراحلها وبالتالي عدد طلابها، مما استدعى استحداث مبانٍ جديدة، وصولًا إلى الأحدث بينها، والذي دُشنت الطبقة الأولى منه في العام 2022، ويضم حاليًا تلامذة الحلقة الثالثة والمرحلة الثانوية.

خصصت مؤسسات الإمام الصدر مبنى دراسيَّا جديدًا لثانوية رحاب الزهراء^(ع)، وهو متكامل ومصمم بحسب أحدث المعايير الهندسية والإنشائية، ويتسع لـ1200 مقعد دراسي. إنه يشمل المسرح والقاعات والمختبرات والممرات ومواقف السيارات والملاعب الشتوية، ويسمح للتلامذة من ذوي الاحتياجات الخاصة بالتنقل والوصول إلى مرافق المنشأة، فضلًا عن كونه صديقًا للبيئة لجهة الإنارة والتهوئة وإدارة الطاقة والمياه.

وتُعتمد في هذا القسم أحدث الاستراتيجيات والتقنيات التعليمية المواكبة للتطور العلمي والرقمي، والمنسجمة مع ما تتطلبه الامتحانات الرسمية المقررة من جانب وزارة التربية والتعليم العالي. كذلك تُدرَّس المواد التعليمية والترفيهية كمثل الموسيقى والتربية البدنية والدراما التي ترفع المستوى الأكاديمي والصحة النفسية لهذه الفئة العمرية. واستُحدثت في هذا القسم مواد متنوعة، للارتقاء بالتلامذة أكاديميًّا وتربويًّا واجتماعيًّا.