محترف للسجاد اليدوي والفضة
[مبادرة تجريبية لمؤسسات إمام الصدر]
نحتاج إلى نساء يقوّين العزائم ويقفن بقوّة، وهذا بحاجة إلى تدريب وتربية كاملة
الإمام السيد موسى الصدر 20/1/1975
يتسبب الركود الاقتصادي عمومًا بتضاؤل فرص العمل بين الرجال وبتدنّي القيمة الشرائية لرواتبهم. ويصبح عمل النساء ضرورة اقتصادية واجتماعية. والحرف اليدوية أو المشاريع الصغيرة الحجم هي الحلّ الأنسب أو الواقعي لاستيعاب طالبات العمل. من هنا جاءت مبادرة الإمام الصدر في العام 1976 لتعليم حرفة حياكة السجاد كونها تساهم في الانتعاش الاقتصادي وتفتح الباب أمام النساء الضعيفات التأهيل وغيرهنّ من الفئات المحرومة في المجتمع. بدأ المشروع مع أمهات الطلاب في مؤسسات جبل عامل بشكل خاص ومع المرأة الجنوبية بشكل عام إلى أن توقف المشروع مع اندلاع الحرب الأهلية.
قامت مؤسسات الإمام الصدر بإعادة إطلاق المشروع واستضافته واستقطاب المتدرّبين والمدرّبين وتعزيز تسويق المنتجات من خلال أصدقائها والمعارض الدورية والاتصال بالجاليات اللبنانية في دول الاغتراب. والمشغل مفتوح لتدريب الفتيات والسيدات في مواقيت مرنة حيث أن هذا الترتيب بدوام جزئي يناسب تمامًا احتياجات الأمهات اللواتي لديهن واجبات تجاه أسرهنّ. ويُعتبر السجاد اليدوي قطاعًا واعدًا في التنمية الاقتصادية.
ويستند هذا المنطق على الجوانب التالية:
سيكون بإمكان المتدربات على نسج السجاد أن يعملن في الإطار الأسري، وأن يشكلن جمعية تعاونية لضمان التواصل اللاحق، وللاستفادة من التكنولوجيا الحديثة في الاتصال بتُجار الجملة في البلاد، أو على نطاق أوسع من خلال طلبات مباشرة من المستوردين في الدول الأجنبية.
لجنة أولياء الأمور في مبرّة رحاب الزهراء عليها السلام، اختارت عشرين متدربّة من مختلف البلدات والقرى في الجنوب. تستمر فترة التدريب الأولى على مدار 30 يومًا. حيث استضافت المؤسسات 4 مدربات متخصصات في حياكة السجاد، لديهن خبرة جيدة في تقنيات الحياكة على الطراز العجمي. ومن المقرر أن يأتين ثلاث مرات خلال العام 2017 على أن لا تقل إقامتهن عن 15 يومًا في كل زيارة. وبعد استكمال التدريب على حياكة السجاد وقصّه وغسله، يتم اختيار أربع أو خمس متدربات يتلقين تدريبًا إضافيًا ((TOT أي تدريب المتدربين. ويهدف هذا التدريب إلى بناء المهارات لمجموعات أخرى.
يحظى المشروع باهتمام بعض الشركاء، والتباحث مستمر للاتفاق على مدى التعاون وآلياته. وعلى ضوء ما ستؤول إليه فرص التمويل، يتحدد نطاق وحجم الإنتاج والأنماط التي يتوجب اعتمادها للحفاظ على هذا النشاط وتوسيعه.
يندرج مشغل الفضة في مؤسسات الإمام الصدر ضمن المشاريع الهادفة إلى تمكين النساء اقتصاديًا عبر تحسين فرصهن في الحصول على عمل. وهو مصنّف ضمن تخصصات برامج التدريب المهني المعجل.
تزيين الأواني بالفضة حرفة قديمة تمتد جذورها إلى مئات السنين وكانت راشيا من أشهر المدن اللبنانية في التزيين بالفضة. لهذا تعتبر إعادة إحياء هذه الصناعة إسهامًا في حفظ الإرث الثقافي للمنطقة.
عمليًا، يتمّ تذويب الروباس (الفضة) على النار لمدة ساعة في (البودقة) ثم نقلها بعد التذويب إلى (الريزك) لإعطائها أشكالاً مختلفة، ثم تحويلها إلى خيطان فضية بواسطة دولاب السحب. ثم تُلَفُّ على قطع حديدية لإعطائها الشكل المطلوب، وتُستَخدَم في الزخرفة على عقود.
في خططه للمستقبل، ينوي المشغل المشاركة في المعارض الحرفية والتراثية كوسيلة لتسويق منتجاته وبيعها، على أن يخصص العائد لتوسيع العمل وتطويره.