من أين أبدأ وكيف؟ متى بدأت قصّتي مع المؤسسة ومتى ستنتهي؟ انتسبتُ الى مؤسسات الإمام الصدر بعد أن حطّتْ عليّ سحابة الحربِ القاتمة وعكّرتْ صفاء حياتي فوجدتُ الأمانَ الذي أفقدني إياه ذلك الوحشُ المرعب فكانت بالنسبةِ لي هذه المؤسسة صفحةً بيضاء تتوهجُ نوراً في ذاك العالمِ المظلم.عندما دخلتُ الى المؤسسة لأوّل مرّةٍ نظرتُ الى بنائِها فقلتُ في نفسي وأنا صغيرةٌ في الثامنة من العمر «يا الله ما أجملَ هذه المدرسة حقًا هي كما وصفوها لي! » خلال جلوسي على مقاعدِها وتناولِ طعامِها والاستفادةِ من خدمتِها الهائلة اكتشفتُ أنّ المؤسسة لها هيكل خارجيٌ جميل وهيكلٌ داخليٌ أجمل يتجسدُ بالمعلمينَ والمعلماتِ والإداريّين والإداريّاتِ والمشرفاتِ والممرضاتِ والطباخينَ والعاملاتِ والعمالِ الطيبين الذين عملوا على تأمينِ متطلباتي ومتطلباتِ زميلاتي .من هنا أشكرُهم جميعًا، أشكرُ قلبَ المؤسسةِ النابضِ السيدة رباب الصدر التي اكتسبتُ منها مبادئَ وقيمَا وأخلاقاَ حميدةً ساعدتني في بناءِ شخصيتي أكثر. لذلك تقدّس قرعي فيها لأجراسِ السعادة .وخالَ وجودِي في المؤسسة نعوا لي وفاةَ أمّي فتقطعتْ أوصال قلبي. ولكنَ أبي والمؤسسة قاموا بتضميدِها فكانا معينين عبّا من نبع الحنانِ لينزلاه عليّ كالنواهلِ، فخفَ افتقادِي لأمي . ومنذ ثماني سنواتٍ وحتى الآن حتى أصبحتُ في ربيعِ العمرِ والمؤسسة تؤمنُ لي علمي، وترعى شؤوني. هي كفجرٍ بزغَ في سماءِ المستضعفينَ واليتامى. تلك هي تجربتي المختصرة، ولكن لو كتبتُ ديوانًا فما يكفي شكري وامتناني لهذه المؤسسةِ ونشاطها الدائم. لي أمنيةٌ يتمنّاها الجميعُ تتحققُ بعودةِ الإمام السيد موسى الصدر سالمًا ليمسحَ على رأسي ورؤوسِ زميلاتي.
الطالبة بتول علي بركات
الصف الأول الثانوي