المعجم
نبذة تعريفية بالمعجم
الغاية الأساسية لإطلاق مشروع معجم مفاهيم التنمية هي توسيع قاعدة المشاركين في النقاش حول قضايا التنمية، على أن يتم ذلك عبر تعزيز قدرتهم على المشاركة في نقاش مفهوم، أي في حوار تنموي هادف إلى استقصاء خيارات جديدة. وإذا كان المأمول أن يجري استخدام هذه الأداة، أي المعجم، من قبل المشتغلين ميدانياً في قطاعات التنمية، فالمنتظر أن تتحسن مقدرتهم على إيصال صوت الناس إلى المخططين والخبراء المحليين. وبالنتيجة، تتحسن مقدرة هؤلاء على التحاور مع الوكالات الدولية ومع المهتمين بشؤون البيئة الكونية والساعين إلى مستقبل أفضل للبشرية.
معلومٌ أن الاتصال بين الوكالات الدولية والهيئات المحلية يعاني من مشكلة حقيقية هي اللغة. فاللغة الإنجليزية هي الأكثر استخدامًا في أدبيات التنمية عبر العالم، وإتقان تلك اللغة محليًّا لا يزال حكرًا على نخب محدودة معظمها مستقطب للعمل إمّا في تلك الوكالات أو في الجامعات ومراكز الأبحاث أو في المشروعات التجارية والمصرفية. وتبقى هيئات المجتمع المدني – بأكثريتها الساحقة- عاجزة عن تحمل أعباء تلك المؤهلات، وهي – في الوقت عينه- مدعوّة إلى التفاعل مع البرامج الدولية وإلى الحوار معها. أما في العمق، فهناك ملايين الناس ممن يعيشون معاناتهم في العتمة. هم يفكرون بمفرداتهم المحلية، يشخصون فكرهم بلغتهم، يتألمون بها ويحبون بها ويحتجون بها. معجم مفاهيم التنمية هو أداة في تصرّف العاملين المتاحين، أي نشطاء المجتمع المدني، لإيصال الصوت بين هؤلاء وأولئك وبالاتجاهين.
تحسبًا لتوقعات الراغبين بتصفح المعجم كمجمع مترابط، تمّ إدراج الفصول من العام إلى الخاص. فبإمكان القارىء الذي يودّ التعرّف إلى القضايا التنموية الأساسية أن يطّلع على الفصلين الأولين، أي البيئة كونها الوسط الحاضن للكائنات المتفاعلة معه، ولتلازمهما مع بعد الاستدامة في التنمية. ثمّ التنمية البشرية والتمكين، أي الفصل المتضمّن الإشكاليات الأساسية في التنمية كالمساءلة والتنافسية والتضمينية والشفافية والحكمية الصالحة والتمكين وبناء القدرات والمشاركة والمجتمع المدني والمسؤولية الاجتماعية ومؤشرات التنمية البشرية وأهداف الألفية، إلخ. في حين أن حقوق الإنسان مدخل مناسب لتلمس جوهر التنمية وغايتها المتمثلّة في صيانة الكرامة الإنسانية والعدالة والمساواة والحقوق.
فصل العلاقات الدولية، يفرض ذاته في الترتيب لناحية إلحاح العولمة وتبعاتها كالتكيّف الهيكلي والخصخصة والمديونية والهوية الثقافية. يليه مباشرة فصل الاتصالات والتكنولوجيا كونهما عصب التواصل في عالم اليوم، ونظرًا للفرصة التنموية العظيمة التي تتجلّى في تحويل المعلومات إلى معرفة.
قضايا المرأة والرجل نعتبرها جسرًا حتميًّا للعبور الناجح من الإشكاليات والمفاهيم الملتبسة إلى الحلول الواقعية. فالأرجح أن من بين الإخفاقات المتتالية الأهم في التجارب التنموية السابقة كان تجاهل الدور المحوري للمرأة. تلي قضايا المرأة والرجل مقاربات تنموية محددة استعرضناها في فصل التنمية المحلية كالتنمية بدينامية محلية والاستقصاء التشاركي للأوضاع الريفية (PRA)، والانتقال من الإغاثة إلى التنمية.
المؤشرات الأساسية الثلاثة للتنمية البشرية وما يحيط بها من قضايا ومفاهيم وأدوات قياس، تمّ استعراضها في فصول ثلاثة شديدة الارتباط بطبيعة تلك المؤشرات. والفصول هي الصحة، والتربية، والاقتصاد والمالية العامة. في حين تمّ تبويب بعض المصطلحات التقنية المستعملة في التمويل الصغروي بشكل منفصل.
إدارة المشروع يزوّد العاملين في تصميم المشاريع التنموية ومتابعتها وتقييمها بالمفاهيم ذات العلاقة بالتخطيط والإدارة، وبأدوات البحث والقياس والمتابعة، وذلك بغض النظر عن طبيعة مشروعاتهم تربوية كانت أم صحية أم اجتماعية.. والفصلين الأخيرين يتضمنان أهم الاتفاقيات والمعاهدات الدولية ذات العلاقة، وقائمة مختارة من المنظمات والوكالات الدولية المهتمة بشؤون التنمية.
يتوقّع أن يحظى العمل باهتمام العديد من الفئات، منهم كوادر الجمعيات الأهلية من متخذي القرار ومعدّي المشاريع والمدربين، ومنهم أعضاء المجالس البلدية والناشطون اجتماعيًّا، كذلك طلاب علوم الاجتماع والتنمية والسكان والخدمة الاجتماعية والإعلام والعاملون في الترجمة. أما الباحثون وخبراء التنمية الاجتماعية والمجتمعية، فإنهم مدعوون إلى الإسهام مباشرة في إثراء العمل وتعزيزه بما لديهم من آراء ومعلومات، لا سيّما وأن الطبعة الإلكترونية من المعجم ستكون متوافرة على موقع مؤسسات الإمام الصدر على شبكة الإنترنيت، وذلك في غضون عدّة أيام. وهي قابلة للتعديل المستمر، وهناك نافذة تفاعلية خاصة يمكن استخدامها لهذا الغرض.
استشر معجمنا