مبرة رحاب الزهراء (ع)
“رسالتكم أقدس من رسالة الآخرين.. لأنهم يعملون لدنياهم.. وأنتم تعملون لدنياكم ودنيا الآخرين وآخرتكم”.
“كونوا في خدمة الإنسان تكونوا في خدمة الله” الإمام السيد موسى الصدر.
اعتقد السيد موسى الصدر بوجود علاقة مباشرة بين الحرمان الثقافي والإقتصادي، وأن لهما تأثيرًا كبيرًا على القضايا الفكرية والأخلاقية. لهذا سعى إلى وضع خطة عمل تستهدف الفئات أكثر تهميشًا، وكان هدفه البعيد هو النهوض بالمجتمع ككل، وتعزيز دور المرأة لإعداد أجيال صالحة محمية من الجهل والبؤس.
ومنذ عام 1961، أطلق الإمام الصدر عمله الاجتماعي المؤسساتي، معطيًا المرأة دورًا أساسيًّا في العمل الاجتماعي التنموي، بدءًا بإنشاء جمعية بيت الفتاة عام 1963.
انطلقت تجربة مؤسسات الإمام الصدر في ظروف لا تحسد عليها. وعملت رغم صعوبة الظروف على التطوير المستمر لقدراتها القائمة أساسًا على العمل مع المرأة ولأجل الجميع فكانت مبرة رحاب الزهراء(ع) لتؤسس حصنًا منيعًا للمجتمع الجنوبي منطلقة من رفع وتعزيز المستوى الثقافي والديني للفتاة.
وبعد تغييب الإمام السيد موسى الصدر عام 1978، أكملت السيدة رباب الصدر رسالته مستمدة من منهجة الإصرار والعزم على التصدي لقضايا المهمشين والمحتاجين في المجتمع وإدماجهم في الحياة. وبينما كانت بدايات العمل الرعائي تعود للعام 1963(بيت الفتاة وفيه معهد للنساء لتعليم الخياطة والتفصيل على مدار سنة واحدة مكثفة، إضافة إلى أنشطة أخرى لتعليم المرأة وتمكينها إقتصاديًا).
تأسست مبرة رحاب الزهراء(ع) عام 1985، وهي تستقبل الفتيات من سن الخامسة إلى المرحلة الجامعية. وهي تضم في العام (2018-2019 ) 486 فتاة يتوزعن ما بين يتيمات وحالات اجتماعية، وتتكفل مبرة رحاب الزهراء(ع) بتنفيذ البرامج الحياتية، الاجتماعية، التربوية، الصحية، الدينية، النفسية والترفيهية.
إضافة إلى الخدمات التربوية المقدمة من قبل مدرسة رحاب الزهراء(ع) لفتيات مبرة رحاب الزهراء(ع)، تتم متابعة الفتيات بعد الصف السادس الأساسي في مدارس ومعاهد خارجية، وبلغ عدد الفتيات في العام 2013-2014 المنتسبات إلى المدارس الخارجية 119 فتاة. وتتم متابعتهن وصولاً إلى المرحلة الجامعية باختصاصات متنوعة مع تأمين متطلبات الفتاة الحياتية والدراسية.
في ما يلي نبذة عن طبيعة الخدمات التي توفرها المبرة:
– رعاية الفتاة ضمن أسرتها:
إيمانًا منها بأهمية دور العائلة في حياة الفتاة، باشرت مؤسسات الإمام الصدر منذ العام 2001-2002 في تنفيذ مشروع “رعاية الفتاة ضمن أسرتها”. بدأت التجربة مع عينة محدودة بلغت 16 فتاة من أصل 241 فتاة يومها. وفي العام التالي، (2002-2003) كانت الإنطلاقة الفعلية للمشروع، إذ ارتفع عدد الفتيات المنضويات فيه إلى 104 من أصل 243 فتاة، وتوالت عملية توسيع الدائرة حتى وصل عددهن 416 فتياة من أصل 421 فتاة في العام الحالي2013-2014.
إن تطور مشروع المبرة بإتجاه توفير الخدمة الرعائية للفتاة مع إبقائها في كنف أسرتها كلما أمكن ذلك، قد فتح الباب واسعاً أمام تحد آخر هو ضرورة تمكين الأهالي سيما الأميون منهم والعائلات التي ترأسها المرأة، من هنا كان عمل فريق وحدة الخدمات الإجتماعية.
الخدمة الإجتماعية:
تسعى وحدة الخدمات الإجتماعية في مبرة رحاب الزهراء(ع) للعمل مع الفتيات وأسرهن بهدف مساعدتهم على فهم ذواتهم ومعرفة قدراتهم وإمكاناتهم والتبصّر بمشكلاتهم ومواجهتها، إضافة إلى تنمية السلوك الإيجابي لدى الفتيات وتحقيق توافقهن الذاتي والاجتماعي والبيئي.
– تقوم الوحدة بإستقبال ودراسة الطلبات الرعائية الجديدة،
– تنفيذ الزيارات المنزليّة للفتيات لدراسة البيئة المحيطة بهنّ والإطلاع على تطور الوضعين الإقتصادي والإجتماعي لأسرهنّ.
– تنفيذ جلسات التوعية والتوجيه الإرشادي للفتيات والتي تهدف إلى تعزيز التنشئة الإجتماعية السليمة للفتيات ومساعدتهنّ على تحقيق التوافق النفسي والتكيّف الإجتماعي، والعمل على منهج الامام السيد موسى الصدر، ويتم ذلك ضمن جلسات ناشطة.
– وضع وتنفيذ خطة للتدخل الإجتماعي مع الفتيات اللواتي يحتجن للمتابعة المستمرة، وعليه تمّ تحديد عدد من الفتيات اللواتي لديهنّ مشاكل بارزة تختلف في طبيعتها وأسبابها، حيث يتمّ التعاطي معها عن طريق خطط عمل فردية وجماعية تشمل الفتيات وذويهنّ.
– تنفيذ ندوات وورش عمل للأهالي بهدف تمكينهم من المشاركة في العملية التربوية.
الخدمة النفسية:
تسعى مؤسسات الإمام الصدر إلى تقديم خدمات متكاملة لفتياتها المنتسبات إلى مبرة رحاب الزهراء (ع), مستهدفةً في برامجها تعزيز الصحة النفسية للفئة المستهدفة كونها فئات معرضة لاضطرابات سلوكية ونفسية, وتعمد مبرة رحاب الزهراء (ع) إلى متابعة أوضاع فتياتها النفسية الموزعات في الأقسام الداخلية والمدارس الخارجية من خلال المشرفات المتخصصات في الصحة النفسية وعبر التعاقد مع اخصائيين نفسيين.
د- الرعاية الصحية:
تصل الخدمة الصحية إلى كافة فتيات مبرة رحاب الزهراء(ع)، وتتم متابعتهن في مستوصف مبرة رحاب الزهراء(ع) من قبل أطباء أخصائيين، كما وتتم متابعة الحالات الصعبة في المستشفيات حسب الحاجة بما يضمن الصحة الشاملة للجميع.
المحتويات الدينية والترفيهية:
النشاط اللاصفي ليس هدفاً في حد ذاته وإنما هو وسيلة لينمو الطالب عقلياً وجسدياً ونفسياً وإجتماعياً ومعرفياً ومهاراتياً وأخلاقياً، وبالتالي يصبح مواطناً صالحاً في المجتمع. من هنا، فإن وجود هذه الأنشطة ضروري جداً كجزء لا يتجزأ من المنهج التربوي المتكامل.
تقوم مبرة رحاب الزهراء(ع) بتنفيذ الأنشطة اللاصفية الأسبوعية يومي الثلاثاء والخميس في فترة ما بعد الظهر والتي تتضمن أنشطة رياضية، دينية، تثقيفية، وأشغال يدوية .
أما الأندية الأسبوعية فتعتبر هي البيئة النشطة، الحرة والمنظمة التي تسمح لفتيات بممارسة هواياتهنَ وتعميق معارفهنَ وصقل مهاراتهنَ الحياتية.